ثمرات الصيام
إن ثمرات الصيام كثيرة فهناك صحة الأبدان فقد ورد في الحديث الذي أخرجه الطبراني من حديث أبي هريرة
" اغزوا تغنموا وصوموا تصحوا وسافروا تستغنوا " فالصوم يذهب بفضلات الجسم ويصفه من رواسب السموم ويعالج كثيرا من الأمراض المستعصية خاصة ما يتصل بأمراض المعدة .. ثم أمراض الدم ثم الأمراض النفسية الأخرى التي يسهم الصيام في علاجها وإعادة توازن المسلم مع نفسه من خلال الالتزام بالطاعات في أوقاتها وتنقية النفس من أدرائها .
وهناك إجابة الدعاء وذلك من علامة اللطف والاعتناء فقد ورد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي أخرجه ابن ماجه
" ثلاث لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام ويقول لها وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين " .
وهناك فرح الصائم بصيامه فهناك فرحتان له فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه أما فرحة عند فطره فيفرح بما أنعم الله عليه من القيام بعبادة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال الصالحة وأما فرحه عند لقاء ربه فيفرح بصومه حين يجد جزاءه عند الله تعالى حين يقال :
أين الصائمون ليدخلوا الجنة من باب الريان الذي لا يدخله أحد غيرهم .
ومن ثمراته كذلك أنه يشفع الصيام لصاحبه يوم القيامة كما ورد في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قائلا :
" أي رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه " .
وهناك تهذيب الجوارح وصيانتها عن الاسترسال في المخالفات وهذا هو أعظم ثمرات الصوم بل هو الأصل في تحقيق المعنى فإن النفس إذا ذاقت ألم الجوع انقادت وأذعنت واشتغلت بما هي فيه عن امتداد أملها إلى الفكر الدنية فتسكن جوارحها عن الحركات لا ردية وتمتنع عن انتهاك المحارم المردية فيأتي كف الجوارح " العين والأذن واللسان والبطن والفرج واليد والرجل " ومن معاني الحياء والاستقامة حفظ هذه الجوارح وصومها عن الباطل والأذى.
وهناك المباهاة به يوم القيامة مما ورد في الأحاديث الصحيحة " إن الله سبحانه وتعالى يقول يا ملائكتي انظروا إلى عبدي ترك شهوته ولذته وكعامه وشرابه من أجلي " .
ومن ثمرات الصيام كذلك خذلان أعوان الشيطان ونصر أحباء الرحمن فإن كثرة الأغذية مما يقوي مذموم الشهوات ومن ثمراته رقة القلب وغزارة الدمع وذلك من أسباب السعادة ومن ثمراته كذلك تدريب المسلم على قيام الليل والإكثار من الصدقات واعتياد المساجد والتفطن إلى تعاقب الليل والنهار وهما من آيات الله.
وهناك الشعور بالتغيير الذي يجده الصائم هذا التغيير في قوة عزيمة المسلم وسيطرته على شهواته ومكابدة المشاق والآلام فيحدث انقلاب داخل الصائم الذي يعتاد من قبل على أوقات للطعام فإذا به الآن يتغلب على ذلك
" إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "
وهناك تكفير الذنوب ففي الصحيحين عن [color=#000080]أبي هريرة رضي الله عنه[color:3f53=#993300:3f53] قال " من صام رمضان إيمانا واحتساب غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "
وفيها أيضا من حديث أبي هريرة
" من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " وما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة
" الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر "
وهناك العتق من النار فرمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ولله عز وجل في كل يوم من شهر رمضان عند طلوع الشمس عتقاء يعتقهم من النار عبيدا وإماء كما تواترت الأحاديث على ذلك وتأتي مغفرة الله تعالى لهم جميعا في آخر الشهر ففي آخر ليلة من رمضان يغفر الله لهم جميعا .
وهناك حديث جامع لهذه الفضائل والثمرات وهو حديث سلمان المرفوع " من تطوع فيه بخصلة من خصال الخير كان كم أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه " وما أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه " أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم يعطها أمة غيرهم "
اللهم لا تردنا خائبين .. ولا من عطاياك مفلسين ولا عن بابك مطرودين وآمنا من فزع يوم الدين يا أرحم الراحمين.